قصيدة ... قدسي الظليلة ... بقلم الاستاذ يحيى الموطوال

قدسي الظليلة

فلتخلد في سباتك الأبدي
يا حلميَ الحزين،
ولتغفُ بعيون الصباح
بهجة ً للوهن
الساكن أغوار
الحرم المباح.
حلقْ إلى اللا منتهى
أمنية ًهشّم طينتها الخوف
ونشازُ الألم.
أحرق كتابك المقدس
اخلع نعليك
وأنت تخطو على رماد رفاتك.
لا أشياء لك
لتتذكر نسيانك.

ارمِ شتاتك في الخواء
حُرقةَ وجعٍ ضنين.
اكبر بداخلي
يا أناي الصغير
متجرداً من ملامح طفولتي.
كن كما أنت
فليس لي أحد سواك
يعيد لي دفء عمري المجيد
لهوانك عليك مغفرة
بدون صكوك.
ذنبك أنك بدواخلي
ولدت إلهاً مقدساً
لشريعة الشعر.
دثـّـر جأشك الأبي
صارع موت يومياتك.

لا تنظر خلفك ،
وأنت تمضي إلى المجهول،
فقدت نصرك المجيد
بين البوح والكتمان.
لا عودة إلى البدء
في قصصك المنسيات،
فقط انتظر غروبك
في أفق صوتك المسدول
ستارة لمسرحية الحياة.
لا تكترث لمن أضاعوا ربيعك بين الفصول،
لا تعتذر لما اقترف ظلك من خطايا
وأنت معرج إلى سدرة الروح،
اسجد شامخاً كنخلة ببطحاء الحجاز،
رتب حروفك بدون تنقيط
وأكمل البدر بأيامك البيض.

لا خوف عليك وعلي
فالله ثالثنا في العراء السقيم.
بغضبك الشامي
تهفو
إلى القدس الظليلة.
اقطف لأندلس من غصن الزيتون مجدها الضائع ،
لا تركع لغير الله
كما عهدتك شهماً بريء الطفولة،
اتلُ عليهم النفاثات في العقد
فلا أحد سواك سيحلق بي نورساً
في بياض الجرح
وينتهي فيَّ
قصيدة بوح
يتيمة المجاز...

                                       بقلم : يحيى موطوال .

تعليقات

المشاركات الشائعة