" في ذاكرة الفندق " بقلم المبدع الاستاذ زياد طارق العبيدي


في ذاكرة الفندق

****★★★★****



في ذاكرتي

أفكارٌ كنّا ننسجُها معًا

سفرٌ لمدنٍ كنّا  سنزورُها

فنادقُ جميلةٌ تحوي نزلاءَ

العشقِ

غرفٌ تلوّنَتْ بالأحمر

شراشفُ وستائرُ

ومقاعدُمن جلدٍ أسود..



*******************

وقربَ الجدارِ... طاولةٌ مستديرة

عليها مزهريّةٌ سوداء

وأزهارٌ بنفسجيّة...

وأوراقٌ من حقيبةِ الماضي...

قربي مرميّة...



**********************

علبةُ دخانٍ...

من أرقى الماركاتِ العالميّة

وعودُ ثقابٍ وحيد...

يخشى أن يحترقَ اللّيلة...

وبعضُ كتبِ الغرام...

ورسائلُ من غابرِ الأيّام...

في دُرجِ صمتي منسيّة



*********************

تلك قصّتي...

أجملُ ما فيها الغياب...

في لحظاتِ حضورٍ عاطفيّة

ما زالَ اللّيل. يسافرُ  في نوافذي

يدورُ قمرٌ وحيد...

في سماءٍ صافية



*********************

ربطاتُ العنقِ في درجي

بعضُ قمصاني البيضاء

تعاتبُني

بدلاتي الملوّنةُ تسألُني...

متى للرّقصِ تأخذُني...

في أيّ حلقةٍ تدورُ قدمي

وأيُّ حذاءٍ سوفَ أرتدي

الرّملُ ما زالَ ملتصقٌ على بشرتي...

وأثارُ أقدامي ما زالَتْ

تلاحقُني



**********************

حولي الأشياءُ تشبهُني...

كلُّها تغازلُ وحدتي

معطفي مظلّتي... أمطاري

وستائرُ تخشى أن تفضحَني

فتوقّفَتْ مذهولةً .... حين مدَدْتُ يدي

كي أزيحُها... بالضّوء

تمتلئُ غرفتي



*********************

هناكَ قربَ السّرير

الكثيرُ من علبِ الدّخان

وعلكةٌ ...تمضغُني...

ومعجونُ أسنانٍ وفرشاةٌ

تُهملُني...

وعكّازٌ كانَتْ تنتظرُني...

في ممرِّ الغرفةِ الطّويل...

حيثُ إلى الفناءِ يفضي...

بقايا قصّةٍ... من حزني



**********************

تراودُني خطواتي...

هناك سأمضي...

غرفُ العشّاقِ الملوّنة

وستائرُ الفندقِ المنسدلة...

وعتمةُ ليلٍ طويل...

سافرَ القمرُ منها...

كي تقتلَني



زياد طارق العبيدي

تعليقات

المشاركات الشائعة