" الزعفران " بقلم المبدع الاستاذ فايز صادق
الزعفران
لأين سأمضي
وهل سيكون بصدر الحقيقة تلك
اتساعٌ لمرسوم عذري
وهل للمدينة باب كبيرٌ
لتعبر منه مجازات شعري
وهل في شوارع تلك الخريطة
دربٌ فسيحٌ لشوقٍ بصدري
فإني مللت مساءات همٍ
كسقف كئيبٍ
غدت تصطفيني
وأضحى كحجم الكواكب صبري
وناديت يا ليل كن لي صدوقا
إذا الظلم أرعد
أو الرعد أبرق
أو البرق أومض ثم اندثر
وسافرت بالشوق نحو القمر
حلمت بأني وجدت اتساعا
يناسب حبك
بوح الحقول
وضبح الخيول
وهمس النسائم في المنحدر
فحبكِ يبرق كالأمنيات
بوجه البنفسج تحت المطر
سأهديكِ ما زاد في نبض قلبي
إذا ما هممت بهذا السفر
فأحلى من الحلم ألا نفيق
و ألا نعود لتلك الحفر
ينام الجمال على صدر شوقٍ
بحجم الجبال
يرومُ الخليلا
فرحت أناور تلك المباهج
يوما شمالاً ويوما جنوباً
ويوما أحار أميل قليلا
لضوءٍ بوجهك هام الفراشُ
بخمر اللقاء
وعاد قتيلا
فحبكِ موت وموتٌ أكيدٌ
وما عدت أقبل أن أستقيلا
وفي الشعر لا واقعٌ يستبدُّ
بحلمٍ ترجل بين الدوائر
والأمنيات يريد الرحيلا
تعالي نرتب ظلاً ظليلاً
ونجلو المنارات بين الغمام
ينابيع ضوءٍ
ونرسم في الأفق فجراً جميلا
فعيناك مثل البداوة طهراً
وإن تحتويها عذوبة نبعٍ
تشع النخيلا
فهيا اتبعيني
ولا ترسميني هموماً جديدة
إذا جن ليلٌ وعم الظلامُ
سنرحل صوب النجوم البعيدة
يخامر هذي الأماسي الضجيجُ
صدى الزعفران
وصوت الحداة من الراحلين
فننسى هموما حوتها القصيدة
....
فايز صادق
تعليقات
إرسال تعليق