🍀 إعترافات مصلوبة 🍀 بقلم الرائعة المبدعة الاستاذة عاتكة الطيب
#اعترافات مصلوبة
في وجهٍ آخر للقيامة
والسماوات عالقة بأنفاسِ وطنٍ
تدلى على أجفان منفاه الأخير
تتلبدفيها غيمة منهكة
تعرت من ثوب المطر
ومن ذاكرة الربيع
أقف كنهرٍ تشققت حنجرته عطشاً تتسع رؤاه
عن صيادٍ عجوز
لايملك سوى مقبرتين
وبندقية خرساء
جلس يثرثر أساطير الفردوس
وفقه الجحيم
ويُدلي أمام العتمة
في ساعة فقدت عقاربها
باعترافات مصلوبة
في كهوف الذات
تشهقُ الدهشة تارةً
والفطرة تارةً أخرى
حين ينام الليل في أعين رعاته
ويشخرُ أحلامهم الغراء
أنا لم أغنِ أغاني الرعاة يوماً
لكن حقول القصب نبتت من شفتي ناياً وتسبيحاً
وأذكار فقراء
وشاية هي
أني أكتب قصائد الحنين
بأعقاب التبغِ
وأعوادالثقاب المبللة
فتسقط المنافي في لغتي
ليلاً ثقيلاً
أنا لم أُحلق فوق قصورهم
لكنهم اتهموني بكل الأعشاش
الدافئة
وصكوا للريح براءة ذمة
أنا لم أُعِر المدن المرتجفة
خيوطاً لغزل معاطفها
لكن قلبي رانَ عليها
فكتبت بأوردتي سر الفناء
أنا لم أشكُ إلى الله
جوعاً
هي أدعيةُ جدتي
التي سالت على كسرة الخبزِ
كالمن والسلوى
أنا لم أقصُص عليهم رؤياي
لكنهم قاموا بتعرية ذاكرتي
فالتقاهُم ألفُ نبيٍ
ألقوهم في الجبٍ
وتركوني ألملم قمصانهم
لستر عورة رأسي
مغرمةٌبالهوامش أنا
لكني لم أقرأ ملحمة جلجامش
منذ ألف عام
وذاكرتي ملساء لاتثبت عليها
عصافير نيسان
ولا مآثر الخلود
لا
ولم أقم بتعليق قصيدة الجوع للسياب تهمةً في عنق المطر
النازل على نافذتي..
ولستُ مَن بلل السنابل في
أكفِ الجياع حتى أرسَلَت
للقمح إشارة استغاثة..؟
فأنا لم أدّسس العتمة يوماً
في فوانيس الحلم
لا
ولم أجتث من جسد الأمنيات
فجراً
لكنها ليالٍ عاقرةٍ
لاتنجب نهارا
عاتكة الطيب
تعليقات
إرسال تعليق