🌺 بين جدران الظلم 🌺 بقلم الاستاذ محمد الادريسي
بَيْنَ جُدْرانِ الظُّلْمِ
سَأَلْتُ الحَياةَ لِمَ اِخْتَفَتْ شَمْسي؟
أَيْنَ اِخْضِرارُ رَبِيعِي حَقِيقَةُ حَدْسي؟
مَتَى تُغَادِرُني ظُلْمَةُ سَحابَةِ بَأْسي؟
مَتى أُحَقِّقُ الحُلْمَ وأنْسَى أمْسي؟
باكِرًا غَطَّى الشَّيْبُ شَعْرَ رَأْسي
صُراخُ المَظْلومِ كادَ يَقْطَعُ نَفَسي
طَعْمُ مَرًارَةِ الحَياةِ رافَقَ تَوَجُّسي
يا ظَالِمٌ غَدًا يُصِيبُكَ دُعاءُ قَوْسي
الحَقُّ طَالِعٌ بِسَيْفِ العَدْلِ وإحْسَاسي
لَنْ يَخِيبَ و أَهْلُ الظُّلْمِ على كَراسي
على جَمَاجِم البَشَرِ و بالدَّم كاسي
المُنافِقُ يُقَدِّسُ مَجْلِسَ حَاكِمٍ ماسي
صَرْخَةُ المَظْلومِ والظَّلومُ في عِنْده
الظُّلْمُ مِنْ إيحاء الشَّيطانِ و طَبْعه
أيَنامُ الظَّالِمُ ولَعْنَةُ المَظْلومِ تَتْبُعه؟
كَيْفَ يَأْمَنُ قَوْمًا لَنْ يَنْسُوا جَوْره؟
الأنامُ تَتَرَبَّصُ والظَّلومُ في غَفْلَته
ما زالَ يَتَلَذَّذُ يَفْتَخِرُ بِشَرِّ عَمَله
مَهْلاً سَيَأتِيهِ الرَّدُّ مِنْ مَنْ اِسْتَعبَده
قَرِيبًا سَتَهُبُّ الرِّياحُ تَفْضَحُ سَرِيرَته
دُمُوعُ دَمٍ فَوْقَ رُكامِ الحَقّ
في مَقْبَرَةِ العَدْل والصِّدْق
صَرْخَةُ بُكاءٍ عَلَى حالِ العِتْق
أُمَمُ مَمالِكِ بُنِيَتْ على العِرْق
هذا الزَّمانُ يَتَصَدَّرُهُ أهْلُ النِّفاق
زَرَعوا الحُرُوبَ وعَداوَةَ الشِّقاق
لا يَعْرِفونُ التَّسامُحَ ولا الوِفاق
غَدًا سَتنْدَمُونَ يا مَعْشَرَ السُّرّاق
هَذا زَمَنُ المصالِحِ لا فِيه الصَّاحِبُ ولا الرَّفِيق
كَمْ تُظْلَمُ و تُذَلُّ الأقْوامُ عَلَى قارِعَة الطَّرِيق
أما آنَ لِلْأُمَّة أنْ تَسْتَفيقَ مِنْ سُباتِها العَمِيق
عَنْ رَكْبِ الأُمَمِ تَأَخَّرَتْ مُنْذُ الزَّمَنِ السَّحِيق
طنجة 05/06/2023
د. محمد الإدريسي
تعليقات
إرسال تعليق