🌺 تأبط جرحا 🌺 بقلم الاستاذ ادريس سراج

 تأبط  جرحا


  زمان قبل المغيب عن المكان 

نما ياسمين الكلام على خد الأحلام .

نام الامير في رياض الذاكرة

جواري وقوافي و أسلاب 

و أندلس تفتح صدرها لكل الشعراء

و دسائس البلاط .

نما الأمير تحميه 

نجمة تعد بهجرة اكيدة

سقطت القلاع و القناع

بكى و اشتكى

خاب ظنه في بني جلدته

خبا بريق الفرح حيث نمت الحروف .

تعبا توسد أحلامه

ملتحفا بإزار النجوم

شارذا في متاهة هجير الروح

رحل  حيث رحلوا الى جنوب الجرح .

تفجر نبع الحنين حين خبا دفئ الحنان

كان يمشي و النجمة عينها دليله .

بم تبقى من روحه

من حلمه  شيد مأوى لذاكرته

فتعالت صواري و أقواس

و رياض و ياسمين 

و نافورات  و دنان

و سال حبر روحه

 في سواقي احلامه  .

كفكف دمعه و لملم 

ما تبقى له من صور 

في عينيه دسها

سار في الأسواق

صارت له خليلات و أنثى 

يدسها ماءه العزيز

فتفضي له بأميرات و أمراء 

لجرحه المتجدد .

مات من مات

و توارثت أجيال خيبة  أجيال اخرى

و ظلت نفس الصور تبوح 

بنفس الجرح .

علت أصوات

بالحنين نفسه

هنا عدوة لأندلس

هي ليست أندلس

هي هجرة أخرى بدأت

و لتوابيت ضيقة

سميت بيوت العصر

رحل الأمير 

و على الشرفات علق رياضه

و بعينه دس الصور ذاتها

و النجمة نفسها تحميه 

و تعد بهجرة  أخرى 

الى أطراف الخيبة

أو رمس لحزنه الكبير.

زمان  قبل المغيب عن المكان

نما ياسمين الكلام 

على قبر الأمير حيث ينام

سراج إدريس

     فاس المغرب


تعليقات

المشاركات الشائعة