🍀 هل تسمعني 🍀 بقلم الاستاذ فارس مطر
هل تسمعني؟
.. وعندما تختفي كشيءٍ كان هنا قبل قليل
أو كصورةٍ محذوفةٍ من الهاتف الخلوي
كقارئٍ تركَ الكتابَ على المنضدة
كخُلُوِ الرصيفِ منكَ تماماً
عندما تركبُ القطارَ قبل لحظات
أو كغيمةٍ بدَّلَتِ الرياحُ شكلَها مجدداً
يصوغُكَ الغيابُ غائباً لا يُرى،
هذا يعني -فيزيائياً- لستَ موجداً
ومع استبعادِ أن تكونَ قد لمستَ شيئاً قاتلاً
أو.. مَسَّكَ شيءٌ قاتلٌ
فقد خرجتَ من المسرح
-تأويلاً- يعني هذا أنكَ صرتَ مُشاهداً يرى غيابهُ
ولعلهم يذكرونكَ في مناسبة
ويقولونَ: روحهُ الآن تُطِلُّ علينا
ربما فكرةُ الغيابِ أكثرُ أناقةً وسُرياليةً من المثوى الأخير
-مجازاً- الغائبُ رهينةُ الحضور
ونغمةٌ في وتر قد تثيرُها ريشةٌ في أيِّ وقت
في النتيجةِ أنت غائبٌ وصامتٌ
ولا تستطيعُ الكتابةَ
لكن، مع افتراضِ وجودك اللّامرئيِّ
ستكونُ حُراً خفيفاً
ويكونُ الهواءُ عادلاً
ولن تكونَ لك وِجهةٌ أخيرةٌ
مُقبلٌ من كل الجهات
قابلٌ لكل شيءٍ
منهمرٌ
مضيئٌ
حالمٌ
ممتلئٌ مالئٌ كالأثير
إن اتَّحَدْتَ بشيء صِرتَهُ
آمِلٌ
متأملٌ
وقد تختارُ أن تكون سلاماً..
ورغيفاً..
وكماناً يُهَذِّبُ الكوكبَ من جديد
وعلى سبيل البساطة
تذيبُ نفسك في ساقيةِ الماءِ التي تدخلُ الغابةَ
لتشربَكَ الأشجارُ والأطيارُ والأفواهُ
فتصبحُ تغريدةً، أغنيةً
وستغدو حفيفاً في النسمةِ
قصيدةً في الخميلةِ
نبضاً في الأغصانِ
أيها التناغمُ الكبير
هل تسمعني؟
هل تسمعُ، قلبَ الشجرة؟
Faris Mater
تعليقات
إرسال تعليق