🌺 عذرًا امّاه 🌺 بقلم الرائعة اميمة محمد
عذرًا أمّاه
لن أكتبَ لكِ أيُّ كلمات ..
فقد فتشتُ بين حروف
اللغةِ قاطبةً و في كلِّ اللغات ..
لم أجدْ ما يكفيك
من الحروف لأنسجَ منها
قصيدةَ عشقٍ أزليٍّ أبديّ ..
فجلستُ حائرةً و لوعةُ الشوقِ
تكوي نبضَ قلبٍ يضخُ في
شراييني ...
أمّاهُ ..
منذُ رحيلِك و أنا هائمةٌ
في هذه الحياةْ
كشريدِ حربٍ حطمت دباباتُ العدوِ منزله
حتى تلك الخيمةِ الباهته
اقتلعتها عواصفُ تشرين..
ليصبحَ بلا مأوى ..
حضنُك كان الوطن
و ها أنا ذا بتُّ بلا وطن ..
أمّاهُ ..
في عتمِ الليلِ تجوبُ
روحي أرجاءَ الذكريات ..
و يفتحُ قلبي بواباتِ الحنين
و تبدأُ مراسمُ العزاء ..
و وسطَ ركامِ الصمت ..
أسمع دقاتِ قلبي
تصرخُ باسمك ..
تنادي ...أمّاهُ
لقد طال الغياب
أمّاهُ ..
نعم لقدْ بلغتُ الأربعين
و لكن بداخلي تلكَ الطفلةُ
التي تحتاجُ أن ترمي بروحها
بين ذراعيك لتشعرَ بالأمان
أمّاهُ ..
منذُ رحيلِك و الخوف
يقطُنني ..
أمّاهُ ..
أريدُ أن أحدّثك عن
آخرِ أخبار صغيرتكِ المدلله ..
هي لم تعدْ صغيرة
باتت أنثى تنثرُ الحُبَّ
من حولها ...
ذلك الحبّ الذي غرستيه
بقلبها ..
هي امرأةٌ تجابه معاركَ الحياة
بكل ما أوتيت من قوة ...
ثم تعودُ أدراجَها لركنِها الهادئ
فتلقي فيه كلّ ما بجعبتها من ألمٍ و خوفٍ و حزنٍ و وجع .. وحيدةً.. بعيدًا عن براثن البشر.
ثم تقف من جديد لترتدي فستانَها المزركش و ذلك الكعب
و تضعَ أحمر الشفاه و ترسم ابتسامةً على شفتيها و تخرج للعالم من جديد
و كأنّ شيئا لم يكن ..
و كأنّها غارقةٌ في بحورِ السعادة
تلك هي أخبارُ صغيرتك
يا أمّي ...🤍🤍🤍🤍
بقلمي أميمة محمد
تعليقات
إرسال تعليق