قصيدة = يبقى _ السؤال = بقلم المبدع الاستاذ عبدالله الجردي
#يبقى_السؤال
في عمر هذا الجفا ماخانك المسرى
منا إليك، الهوى أضحى بنا قفرا
لا تنظري الحب من منظار سيدنا
منظاره الموت قد أغراه ما أغرى
نحن الهزائم في الحربين إذ نشبت
فيما غدى الموت يا ليلى لنا نصرا
أنى لك الوصل أبواب اللقا وصدت
مات الحري بوصلٍ فيك و الأحرى
أنى لك الوصل و الأحلام قد وئدت
و كل قيسٍ قضت أحلامه غدرا
أنى لك الوصل! من تهوين في دركٍ
قسرا كما قيل: ماتوا! بعضهم أسرى
ماتوا فعُدي لأفواجِ الأسى مُقلاً
غير التي فيك تُسقي رمشها خمرا
ماتوا و كانوا هم الأحياء أفئدة
ماتوا و نال الشقا تاليك و استشرى
ماتوا و عيناك نحو الله شاخصة
هل أخبرتك السما عن موتهم أمرا ؟
وافتك أخبارهم؟ كلا فقد جُبِلوا
أن يجعلوا للهوى في نأيهم قبرا
عانقتِ طيفاً لهم سراً ؟ فما فتئوا
يشدون نجواك ملء اصواتهم جهرا
لا شيء عنهم لديك، النبل علمهم
في الحب أن ينفقوا أرواحهم سرا
مُغبرةٌ كأسهم كانت إذ ارتشفوا
منك الصقيع فما أطفأ لهم جمرا
شابوا شباباً و ما شابت مآتمُهم
لازالت الآن ثمَ اعناقهم تترى
لازالت اسماؤهم تمتد عارية
في مسمعيك فلم تعطي لها سترا
لازال يشدوك صوت المتعبين سُدى
هلا اتخذتِ الأسى من وحيهم ذكرى؟
كم بعثروا فيك إنشاداً حناجرهم
و ما استساغت غِنا أذناك أو شعرا
هل أنتِ صوت النداء المستميت بهم؟
أنتِ المُنادى؟ أم المقصود بك أخرى
أما على كل من يهواك من شجنٍ
لا تصمتي هكذا قولي لهم عُذرا
ماذا دهى قلبك المحنون سيدتي
يبقى السؤال جريحا فيك هل يبرى؟
على فؤادك ران الغي؟ أم جعلوا
أكنة أن تعي في الحب كم سطرا
أم في جواك احدثوا ثقبا له نفق
و صار لابن (الزنا) أنقى دمٍ مجرى؟
صار الخوا كل ماتحوين سيدتي
و غير دخانهم لم تحتو العطرا
والحسن يا قبلة العشاق مأوى لمن
جاسوا خلال الدجى فاستأصلوا الفجرا
و مات إثر احتراق الضوء من كانوا
عشاقك، الله يجزي موتهم أجرا
لازلتِ تؤوين في نهديك قاتلهم
هل كان هذا جزاء الحب يا سمرا؟
هل كان منك اللقا حلما له ثمن
بغير هذا الدم المسفوح كي يشرى
هل كل قيسٍ بأرض الله قد كُتبت
أقداره أن يمت في عمره عشرا
#ابن_الربيع
#عبدالله الجرادي
تعليقات
إرسال تعليق